السبت، 26 مايو 2012

السؤال الذي لن يجيب عليه شفيق



تابعنا بشديد القلق نتائج الانتخابات المصرية مايو 2012 وسبب القلق سوف ألخصه في سؤال يلح علي عقلي المهموم بهذا الوطن.
مقدمة السؤال: كلنا يعرف أن فلول الحزب الوطني قد اجتمعت واتحدت ونظمت لمساندة الفريق شفيق في معركة انتخابات الرئاسة، هذه واحدة، وكلنا يعلم أن العشرات أو المئات من رجال الأعمال الذين كانو يلتفون حول النظام السابق لنيل المنافع قد التفوا حول الفريق شفيق في سباق الرئاسة داعمين بالمال والرجال والتخطيط والحشد - وإلا من أين له هذه الملايين الطائلة لحملته- هذه الثانية، وسأقف عندها.
السؤال هو: كيف سيسدد الفريق شفيق في حال فوزه بالرئاسة هذه الفواتير من المساعدات ؟؟؟!!!!!
وأغلب ظني أن الفريق لن يجيب علي هذا السؤال حتي انتهاء مرحلة الإعادة.
لكني أسأل، هل سيعود إلي ترك الحبل علي غاربه لهذا القطيع من المنتفعين وقناصي الثروات التي هي حق للشعب والوطن؟!. هل سيفتح لهم الأبواب والخزائن للعودة إلي ما كنا عليه من فساد إداري وحكومي وسياسي واقتصادي لكي يعوضهم ما أنفقوه علي حملته؟!  هل الثمن الذي يجب أن يدفعه الوطن كله جزاء انتخاب 24% من ناخبيه للفريق شفيق هو أن ينسحق الحلم بالتغيير وأن تموت الدعوة للحرية والعدالة قربانا لدخول شفيق قصر الرئاسة؟!
هل ثمن غباء البعض وخسة البعض الآخر، وجهل الكثير وفقر الأكثر منهم أن تذهب مصر بكاملها في اتجاه الظلمات التي لن نعرف ماذا تحمل لنا إلا بعد وقوع الكارثة؟!
في النهاية أقول:
* أقول لإخواننا في الوطن من مسيحي مصر الذين انتخبوا شفيق، سوف يتعلق دم مينا دانيال في رقابكم إلي يوم الدين ، لستم أفضل من الذين باعو المسيح عليه السلام بحفنه من الفضة، علي الأقل هم قبضوها وأنتم قبضتم علي الخواء.
* أقول للإخوان المسلمين وكثير من تيارات الإسلام السياسي، لقد أضعتم الفرصة حين مزقتم بأنانية مفرطة ورغبة محمومة في التسلط  شمل الوحدة المقدسة لهذا الوطن الغالي والتي كانت تملأ الميدان منذ 25 يناير 2011م وحتي 12 فبراير . ثم خنتم الثورة والثوار، ذوقوا جزاءكم، ولن أذكركم أن هناك ورقة بالأدراج هي سيف مسلط علي رقابكم، وهناك صفقة جاهزة سوف تذهب بكم إما ألي خانة الدلاديل وخيانة الأمانة أو إلي السجون ثانية.
* وأقول للمرشحين المحسوبين علي الثورة وإن استثنيت منهم السيد المحترم المستشار البسطويسي والسيد المحترم الأستاذ خالد علي، ليتكم استمعتم لصوت المنطق وحكمة "الولاد الصغيرين" الذين نصحوكم بالاتحاد منذ البداية. ضيعتم الفرصة وأضعتم منا حلم ستة عشرة شهراً بسبب رغبتكم في الاستئثار بالرئاسة، لا أعرف هل يجوز أن أقول سامحكم الله، أو أن مصر كلها لن تسامحني لو فعلت؟!
* أقول لأهل مصر "الغلابة" الذين باعوا أصواتهم للسيد الفريق ولغيره لا لوم، ولا أملك الجرأة للومكم لقد نسيتكم مصر فنسيتوها.
* أقول للثوار الذين علموا مصر كلها وعلموني أنا معهم لقد أبليتم حسناً طوال ثمانية عشر يوماَ ثم انشغلتم بالحروب والمهاترات عن تعليم الناس وتثقيفهم بدورهم في المرحلة الحرجة، عرف القائمون علي البلد كيف يجرجرونكم إلي حروب جانبية تستنفذ طاقتكم وتنسيكم أهم ما قمتم به أيام الثورة ألا وهو نشر الوعي، وهاهي النتيجة يذهب البسطاء والمطحونون للجان لقاء جنيهات أو لقاء تضليل أو للحفاظ علي لقمة العيش وضمان استمراره في عمل أو وظيفة لإبن أو لبنت. سامحكم الله.
* أقول للمنتفعين والطامعين في عودة مصر لما كانت عليه. يحبط الله كيدكم بإذنه وعفوه وعدله.
* أقول للغالية بلدي، كان الله في عونك.

د. محمد زكريا الأسود

هناك 4 تعليقات:

  1. الفاضل د. محمد زكريا الأسود
    صبحك الله بالخير والنور

    هكذا هو الانسان يفرح بأول قطرة فيقتتل عليها متناسياً صيانها وتعميقها لتعود بئر نجاحه سيرتها الاولى معطلة تنتظر المصلحين ..
    بس يا ترى هل تابه لمرور الصالحين بها!

    كثرةالشراك توحي بأن الطريق صحيح والله أعلم
    حورب صلى الله عليه وسلم فسادالدنيا وسيمحص الله هذه الأمة لتسود مجدداً بهمم الصالحين المصلحين من عباده

    لك مني تحية وسلام

    ردحذف
  2. أخي غريب
    يسعدني مرورك الكريم
    نعم يا أخي نحن نشتاق للمصلحين في أمر البلاد والعباد. لم يعد بالإمكان تقبل ما كنا عليه من إفساد في حياتنا السياسية والاجتماعية. مصر يا أخي وشعبها يستحقان أكرم من هذا. في عملي يا أخي أري الكثير من المرضي الذين بعد تعافيهم يصبح كل شاغلهم أن لا يعاودهم نفس المرض مرة ثانية، نحن شقينا كثيراً يا أخي من مرض الفساد ولا أريد لعيالي من بعدي أن يعانون نفس الشقاء. تقبل تحياتي يا أخي وتقديري لتفاؤلك الطيب.
    د. محمد زكريا الأسود

    ردحذف
  3. مقال جميل اشارك فيه الراى و اعتقد ان شفيق والاخوان كلاهما خساره لمصر بس المشكله انه بالنسبه للناس كارثة شفيق واضحه و لكن المصيبه ان كارثة الاخوان لا تبدو بنفس الوضوح فهم يروجوا انهم اصحاب الثورة و تناسوا انهم اول من وقفوا ضد الثوره عندما تعارضت مع مصالحهم الشخصيه هاقول ايه ولا ايه ربنا يفرجها من عنده

    ردحذف
  4. أخي الأستاذ الدكتور/ مصطفي كامل عمر
    أه والله ليس لنا في أي حال إلا فرج الله. وأوافقك الرأي أن المخاوف من اختيار الأخوان (السيطرة علي كل السلطات والصلاحيات في مصر) أمر شديد الصعوبة لكن الأكثر صعوبة هو قبول عودة أي فكر يشبه النظام السابق في تجبره وغروره واستهانته بالمصريين حتي ولو كان يدعي التحيز للثورة في واحدة من أسخف النكت التي نسمعها هذه الأيام. مع خالص تقديري لمرورك الكريم.
    د. محمد زكريا الأسود

    ردحذف